كوكب بلوتو
مقدمة عن كوكب بلوتو
إن إكتشاف نبتون لم يحل كل قضية الإنحراف في مدار كوكب اورانوس، حيث لا زالت النسبة في الشذوذ 2% فقط لم يحلها اكتشاف نبتون، وهذا دفع الفلكيين للتفكير بوجود كوكب تاسع يدور حول الشمس أبعد من نبتون يؤثر بجاذبيته على حركتي اورانوس ونبتون، لذلك فإن اكتشاف هذا الكوكب المتوقع وجوده سوف يحل بلا شك –حسب اعتقاد الفلكييين- قضية اورانوس. كما أن بعض الفلكيين عارض فكرة وجود كوكب تاسع آنذاك وحجتهم في ذلك أن سبب الشذوذ المتبقي في حركة اورانوس ناتج عن خلل في دقة الرصد الأرضي وليس شذوذاً في حركة الكوكب. كان الفلكيان الأمريكيان (بير سيفال لوويل) Percival Lowell و(وليم بيكرنغ) William Pickering من أكثر العلماء حماساً للبحث عن الكوكب التاسع المتوقع آنذاك، وكانا يحسبان موقعه ومكان وجوده كلاً على حده، وأطلق بيكرنغ على الكوكب التاسع المفترض وجوده قبل اكتشافه الكوكب (أو) Planet (O) . وكانت قد واجهت لوويل العديد من المشاكل في حساباته المتتابعه للكوكب نبتون والكوكب التاسع المحتمل، حيث توقع أن يكون الكوكب التاسع بعيداً جداً عن الشمس، وهذا يعني أن تأثيره على اورانوس سيكون ضعيفاً ومن ثم لا يحل مشكلة حركة اورانوس. كما أن الكوكب سيكون خافتاً جداً بحيث أن في السماء ما يقارب 20 مليون نجم مثل لمعان بلوتو، الأمر الذي يجعل تمييز بلوتو عن هذه النجوم أمراً صعباً للغاية، إضافة لذلك فإن حركة بلوتو البطيئة جداً بين خلفية النجوم يزيد من صعوبة رصده ويحتاج لوقت طويل لتصويره ومتابعة حركته بين النجوم التي تحيط به. إن البحث عن بلوتو أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش كبيرة. لم يحبط لوويل من البحث عن الكوكب (O) المتوقع علىالرغم من صعوبة الكشف عنه، وظل يبحث عن الكوكب من سنة 1905م حتى وفاته يوم 12 تشرين ثاني 1916م، وترك مرصده الكبير آنذاك الموجود في “فلاجستاف” في ولاية أريزونا الأمريكية، بالإضافة لثروة كبيرة تزيد عن المليون دولار، وطالبت زوجته ببيع المرصد والحصول على ثمنه، فترك المرصد دون عمل لفترة طويلة. بقي مرصد لوويل مهجوراً حتى سنة 1929م، حينما اشترت عائلة لوويل عدسة قطرها 13 بوصة وإضافتها للمرصد لتعود الحياة إليه من جديد، ومواصلة البحث عن الكوكب (O). كان هاوي الفلك الشاب “كلايد تومبو”Clyde Tombaugh الذي لم تكن لدية أية خبرة سابقة في الفلك ولم يكن يحمل سوى شهادة الدراسة الثانوية العامة، قد استأجر المرصد للبحث عن الكوكب المفقود ، فقد كان مولعاً بالبحث عنه. راح تومبو يصور النجوم الواقعة في برج التوأمين، واستطاع أن يصور الكوكب التاسع مصادفة ثلاث مرات دون أن ينتبه لذلك، ثم أعاد مسح البروج السماوية كاملة حتى عاد لبرج التوأمين مرة أخرى، وأخذ يتفحص الصور الملتقطة يوم 18 شباط 1930م. فلاحظ أن جرماً سماوياً قد غير موقعه بين النجوم، ووجد كذلك أن حركته بطيئة للغاية مؤكداً على أنه جرمً سماويً بعيد جداً، وهذا يدل على أنه ليس كويكباً بل كوكب سيار يدور حول الشمس، فأوعز فلكيو المرصد آنذاك إلى كلية هارفارد للتأكد من حركة الجرم السماوي وتثبيت وجوده ككوكب سيار، وأعلن عن صحة هذا الإكتشاف، واعتبر كوكباً سياراً بالفعل يدور حول الشمس وترتيبه التاسع في المجموعة الشمسية. وردت اقتراحات عديدة حول تسمية الكوكب الجديد، كان أولها من قبل زوجة بيرسيفال لوويل (كونستانس) Constance حيث اقترحت تسمية الكوكب الجديد (زيوس) Zeus وهو كبير الآلهه عند الإغريق، ثم اقترحت اسم زوجها بير سيفال لوويل، ثم اقترحت اسمها نفسه ليطلق على الكوكب الجديد. حتى سمي (بلوتو) وهو آله العالم السفلي (عالم الموت) عند الرومان، والطريف في الأمر أن هذا الاسم اطلقته فتاة لم يمض من عمرها سوى 11 عاما تسمى (فينيشيا بيرني) Venetia Burney وهي طالبة في مدرسة اكسفورد، وكانت مهتمه جداً بالأساطير القديمة واسماء الآلهه الغابرة.
الخصائص العامة لكوكب بلوتو
لايزال بلوتو حتى الآن كوكباً غامضاً، وكل الدراسات الكثيرة التي أجريت عليه تمت من الأرض من خلال المراصد الفلكية الأرضية، أو من خلال الأرصاد الفلكية التي أجراها تلسكوب الفضاء (هابل). كما لم تزره أي مركبة فضاء حتى الآن للكشف عن أسراره ومعرفة المزيد عن هذا الكوكب. لذلك فالمعلومات التي تذكرها المراجع الفلكية عن كوكب بلوتو ليست نهائية، بل هي معلومات انية قد تتغير في المستقبل إذا ما زارته مركبة فضائية إن شاء الله. والواقع أن معظم المعلومات المستقاة عن الكوكب كانت بعد اكتشاف القمر (كارون) وهو القمر الوحيد الذي يدور حول بلوتو. ووجود القمر يساعد الفلكيين كثيراً بالتنبؤ بالخصائص العامة للكوكب. يقدر قطر بلوتو بحوالي 2324 كيلومترا، ويبعد عن الشمس في المتوسط 5900 مليون كيلومتر، أي حوالي 39.5 وحده فلكية، كما يدور حول الشمس في 248 سنة أرضية، ويميل مداره على دائرة البروج (17.2) درجة، وهو أكثر الكواكب ميلاناً على دائرة البروج في الكواكب السيارة التسعة وهو عامل زاد من صعوبة اكتشاف الكوكب.كما أن مداره مفلطح جداً، لذلك يدخل بلوتو داخل مدار نبتون خلال فترات محددة، فقد دخل بلوتو داخل مدار نبتون في 7 شباط 1979م، وخرج منه يوم 14 أيار 1999م، ويجب التأكيد على أن بلوتو لا يصطدم بنبتون نتيجة هذا التداخل بين مداري الكوكبين بسبب ميلان مدار بلوتو الشديد على مدار نبتون. يدور بلوتو حول محوره في 6 أيام و9 ساعات و17 ثانية ، وتصل نسبة انعكاسية الضوء عن سطحه مابين 38-70%، وتصل سرعة الافلات من سطحه 1.18 كيلومتر في الثانية، وتصل درجة حرارة السطح إلى حوالي 220 درجة مئوية تحت الصفر. كانت الدراسات الهامة على بلوتو أجريت بواسطة تلسكوب الفضاء هابل سنة 1991م، واستطاع تصوير القمر كارون منفصلاً عن بلوتو لأول مره، وبينت الدراسات أن كثافة الغلاف الجوي في بلوتو متدنية جداً، والضغط الجوي أقل من الضغط الجوي الأرضي بحوالي مئة ألف مرة عند مستوى سطح البحر، ويبدو أن الغلاف الغازي سميك لدرجة أنه يفوق قطر كوكب بلوتو، ويعتقد أن الغلاف الغازي مكون من الميثان وأول اوكسيد الكربون والنتروجين. لانعرف بالضبط التركيب الداخلي لبلوتو، لكن كثافة الكوكب التي تبلغ 2.02 من كثافة الماء تدل على أن نسبة الصخور فيه أعلى من نسبة الصخور في الأقمار الجليدية التابعة لزحل والمشتري. ويتوقع أن تكون نواة الكوكب مكونة من السليكا والجليد ومحاطة بطبقة من الجليد يبلغ سمكها حوالي 300 كلم.
أخبار عن المجموعة الشمسية
-
الأخبار الفلكية
لماذا تدور الأرض حول نفسها ولماذا لا نشعر به وكيف نتأكد؟
على الرغم من أن سرعة دوران الأرض تبلغ حوالي 1600 كيلومتر في الساعة عند خط الاستواء، فإننا لا نشعر بأن…
أكمل القراءة » -
الأخبار الفلكية
اكتشاف ظاهرة تحدث على أقمار المشتري الكبرى شبيهة بمثيلتها على الأرض
كتشف علماء الفلك أن الشفق القطبي يظهر بأطوال موجية مرئية على جميع الأقمار الأربعة الرئيسية لكوكب المشتري: آيو ويوروبا وغانيميد…
أكمل القراءة » -
الأخبار الفلكية
لماذا توقف جهاز مسبار ناسا الذى يدرس الألغاز الشمسية فى الفضاء؟.. تقرير يجيب
تم إيقاف تشغيل إحدى الأدوات الموجودة في Parker Solar Probe التابع لناسا التى تدرس الشمس بشكل غير متوقع فى نهاية…
أكمل القراءة » -
الأخبار الفلكية
بعد “مفاجأة الكويكب الصغير”.. الأرض ليست آمنة كما اعتقدنا
يقول علماء فلك، إن رصد كويكب بحجم شاحنة صغيرة قبل أيام قليلة فقط من مروره بالأرض، يوم الخميس، رغم أنه…
أكمل القراءة »