إليك أهم 5 مراصد فلكية متطورة سيبدأ تشغيلها هذا العام
من المنتظر أن تساهم التلسكوبات بدورها في تطور نظرتنا للكون وإلقاء المزيد من الضوء على أرجائه المظلمة والبعيدة وبداياته العاصفة.
بعد أن أبهر جيمس ويب العلماء بصوره الدقيقة لأعماق الكون، سيشهد العام الحالي بداية تشغيل مجموعة جديدة من التلسكوبات العملاقة والمتطورة، من المنتظر أن تساهم بدورها في تطور نظرتنا للكون وإلقاء المزيد من الضوء على أرجائه المظلمة والبعيدة وبداياته العاصفة.
إليك أهم هذه المراصد الجديدة:
إقليدس سيضع خريطة ثلاثية الأبعاد للكون
ستطلق وكالة الفضاء الأوروبية هذا العام تلسكوبا فضائيا جديدا هو تلسكوب إقليدس (Euclid) لمراقبة تطور الكون على مدى 10 مليارات سنة مضت.
يبلغ قُطر المرصد الفضائي الجديد 1.2 متر وسيكون مجهزا بـ3 أنظمة للتصوير تتمثل في جهاز تصوير بانورامي مرئي عالي الجودة (VIS)، وجهازين للتحليل الطيفي في مجال الأشعة تحت الحمراء.
وسيقوم هذا المرصد الذي يعمل في مجال الطيف المحصور بين الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة، بالدوران حول الشمس، عند نقطة “لاغرانج2” (L 2)، حيث تتعادل جاذبية الأرض والشمس، لمدة 6 سنوات والتقاط الصور لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للكون.
تهدف مهمة إقليدس التي ستدوم 7 سنوات، إلى فهم سبب تسارع توسع الكون وطبيعة المصدر المسؤول عن هذا التسارع الذي يشير إليه الفيزيائيون باسم الطاقة المظلمة.
وتمثل الطاقة المظلمة حوالي 75% من الطاقة في الكون اليوم، وتهيمن -مع المادة المظلمة- على محتوى المادة والطاقة في الكون.
وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، ستكون جودة صور إقليدس أعلى 4 مرات على الأقل من تلك التي حققتها المراصد الأرضية. وسيجري إقليدس التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة لمئات الملايين من المجرات والنجوم، مما سيسمح للعلماء بالتحقيق في الخصائص الكيميائية والحركية للعديد من الأهداف بالتفصيل.
قمر اصطناعي ياباني لاكتشاف مصادر الأشعة السينية في الكون
سيشهد هذا العام أيضا إطلاق القمر الاصطناعي الياباني للتصوير بالأشعة السينية والتحليل الطيفي (XRISM). وستكون مهمته اكتشاف الأشعة السينية المنبعثة من النجوم والمجرات البعيدة، بهدف تحديد كيفية تشكل الهياكل العظيمة للكون وتوزيع الأجرام والطاقة في الكون.
مشروع هذا القمر أنجزته وكالة الفضاء اليابانية بالتعاون مع ناسا ونظيرتها الأوروبية ويحمل على متنه جهاز تصوير بالأشعة السينية واسع المجال ومقياس طيف الأشعة السينية عالي الدقة.
سيجري القمر الياباني عمليات الرصد الطيفية بالأشعة السينية عالية الدقة لرياح بلازما الغاز الساخنة التي تهب عبر المجرات في الكون.
وستمكن البيانات التي سيحصل عليها من تحديد تدفقات الكتلة والطاقة، وكشف كيفية نشأة الأجرام السماوية وتطورها.
مقراب المسح الشامل الكبير
في يوليو/تموز المقبل سيبدأ مرصد المسح الشامل الكبير “فيرا روبين” (Vera C. Rubin) في تشيلي، في التقاط أولى صوره للكون.
وسيقوم التلسكوب -الذي يبلغ قطره 8.4 أمتار ويتمتع بمجال واسع للرؤية بفضل مراياه الثلاث- قادرا على مسح السماء الجنوبية بأكملها في 3 ليال فقط.
تم تجهيز المرصد بكاميرات تصل دقتها إلى أكثر من 3 مليارات بكسل، وهي الأكبر من نوعها في العالم، إلى جانب نظام معالجة للبيانات، ومنصة مشاركة عامة عبر الإنترنت.
ستسمح البيانات المأخوذة خلال هذا المسح للباحثين في جميع أنحاء العالم بمعالجة عدد من الأسئلة المهمة حول خصائص الطاقة والمادة المظلمة وكيفية تشكل مجرة درب التبانة إضافة إلى خصائص الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي بما فيها مسارات الكويكبات التي يحتمل أن تكون خطرة على كوكبنا.
أكبر مرصد راديوي و”هابل” صيني
من ناحيتها، ستبدأ الصين هذا العام في تشغيل أكبر تلسكوب قابل للتوجيه في العالم، وهو مرصد شينجيانغ كيتاي الراديوي (QTT) في منطقة شينجيانغ.
وسيمكن هذا المرصد الذي يبلغ قطره 110 أمتار، من مسح 3 أرباع السماء، بما في ذلك مركز المجرة وجنوب مركز المجرة. وسيقوم بتصوير النجوم النابضة والتشكيل النجمي والبنية الراديوية واسعة النطاق للكون.
بحساسيته العالية وقُطره غير المسبوق، تتوقع الأكاديمية الصينية للعلوم التي تشرف على المشروع، أن يقدم المرصد الجديد مساهمات كبيرة في معرفتنا للكون، من خلال اكتشاف المزيد من الانفجارات الراديوية السريعة، والبحث عن المادة المظلمة والثقوب السوداء وموجات الجاذبية، وعن أدلة وجود الحياة في الكون.
من جانبها، تعمل وكالة الفضاء الصينية على تطوير برنامجها لعلم الفلك من خلال تطوير مجموعة من التلسكوبات الفضائية. ومن المنتظر أن يكون “شانشان” (Xuntian) أول تلسكوب فضائي صيني جاهزا للإطلاق قبل نهاية العام الجاري.
ويعادل هذا المرصد تلسكوب هابل من حيث قُطر مرآته، لكنه سيعمل في مجال طيفي أكبر يمتد من الأشعة تحت الحمراء إلى الأشعة فوق البنفسجية، ويمكن إصلاحه من المحطة الفضائية الصينية.