كيف نشأ الكون
الكون (بالإنجليزيّة: Universe) هو مجموعة الظواهر الحقيقيّة التي تنتشر في أنحاء الفضاء،[١]
ويُعرَّف الكون بأنّه كافة المكونات الماديّة التي تشمل المجرات، والكواكب، والنجوم، وغيرها من المكونات الفضائيّة.[٢] من التعريفات الأخرى للكون؛ هو جملة الموجودات التي لها مكان وزمان كالأجرام.[٣]
كيفية نشوء الكون
اهتمّ الإنسان منذ القِدم في العديد من الأمور، مثل سبب وجوده على الأرض، وكيفية ظهور الكون بكافة ما يحتويه من كواكب ونجوم، فظهرت العديد من المعتقدات التي أدت إلى فرضيات حول وجود الكون، ومنها ما اعتمد على خرافات ومنها ما اعتمد على علوم أو معلومات دينيّة، ويعدُّ التفسير الإسلاميّ لنشوء الكون هو الأقوى والأكثر منطقيّة، وفيما يأتي معلومات عن كيفية نشوء الكون؛ من خلال المراحل المعتمدة على النصوص الشرعيّة الإسلاميّة، والدراسات العلميّة الخاصة بالعلماء
نشأة الكون وفقاً للنصوص الشرعية
حرص الإسلام على توضيح الصورة الصحيحة والدقيقة لنشأة الكون؛ من خلال الآيات القرآنيّة الكريمة والأحاديث النبويّة الشريفة، وفيما يأتي معلومات عن نشوء الكون كما ورد في النصوص الشرعيّة الإسلاميّة: الكون الواسع المتوسّع: هو النموذج الذي يؤكد علماء الكون صحته، فخلق الله تعالى الكون واسعاً ومتوسّعاً، ويستدلُّ على ذلك بقول الله تعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).صدق الله العظيم.[٤] ويرى العلماء المتخصّصون بالتفسير أنّ الله سبحانه وتعالى خلق السماء واسعة، وأنّها تستمر بالتوسع. قال الله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ*فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). صدق الله العظيم.[٥] خلق السماء والأرض: هو النموذج الثاني المرتبط بنشأة الكون، ويستدلُّ على ذلك بقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). صدق الله العظيم.[٦] تنوعت التفسيرات المقدمة حول هذه الآية الكريمة، ولكن اتفقت كافة الآراء حول التفسير الذي يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق الكون أخرج من الماء دخاناً؛ أي الجسيمات الأوليّة والأشعة، ومن ثمّ خلق الله تعالى سبع سماوات والأرضين السبع من الدخان والماء، وتدلُّ كلمة السماء في الآية الكريمة على السماوات السبع فاستخُدمت بمعنى الجمع. طول أيام الخلق والحقائق الكونيّة في النصوص الشرعيّة: هو النموذج الثالث المرتبط بنشوء الكون، ويشير إلى مدة خلق الله تعالى للكون، ويستدلُّ على ذلك بقول الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ). صدق الله العظيم.[٧] ويرى معظم المفسرين أنّ تميز اليوم بالقصر هو أتمُّ وأفضل لإظهار قدرة الله تعالى على الخلق. دحو (بسط) الكرة الأرضيّة: إنّ الأيام الخاصة ببسط الأرض لا تدخل ضمن الأيام الستة التي خلق فيها الله سبحانه وتعالى الكون، ويستدلُّ على أيام دحو الأرض؛ من خلال الحديث النبويّ الشريف الآتي عن أبي هريرة -رضيّ الله عنه- قال أخذ رسولُ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلَّمَ- بيدي فقال (خلق اللهُ عزَّ وجلَّ التُّربةَ يومَ السبت، وخلق فيها الجبالَ يومَ الأحد، وخلق الشجرَ يومَ الاثنَينِ، وخلق المكروه يومَ الثلاثاء، وخلق النُّورَ يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدوابَ يومَ الخميسِ، وخلق آدمَ – عليه السلام – بعد العصرِ من يومِ الجمعةِ في آخرِ الخلقِ، في آخرِ ساعةٍ من ساعاتِ الجمعةِ فيما بين العصرِ إلى الليل).[٨] نشأة الكون وفقاً للعلم حرص العديد من علماء الفلك على دراسة مراحل نشوء الكون وفقاً لنظرية الانفجار العظيم، وفيما يأتي مجموعة من أهم هذه المراحل:[٩] حقبة بلانك (Planck Epoch): هي من المراحل العلميّة لنشأة الكون، وأُطلق عليها اسمها نسبة للعالم ماكس بلانك من ألمانيا، ويعدُّ واحداً من مؤسسي علم الميكانيكا الكميّة، وبناءً على الفيزياء الكونيّة يعتبر عصر بلانك أقدم حقبة في تاريخ الكون، وتشير إلى الفترة الزمنيّة منذ بداية الكون إلى أن وصل عمره إلى ما يقارب 43 -^10 ثانية، ووصل الحجم التقديريّ للكون في هذه الحقبة إلى حوالي 35-^10 متر، أمّا درجة حرارته وصلت إلى 32^10 درجات مئويّة. حقبة التوحيد الأعظم (Grand Unification Epoch): هي المرحلة التي بدأت عندما كان عُمر الكون 43-^10 ثانية إلى أنّ صار عمره 36-^10 ثانية، وأيضاً انخفضت درجة الحرارة الكونيّة ووصلت إلى 32^10 درجات مئويّة، ونتج عن ذلك انفصال الجاذبيّة عن مجموعة القوى الرئيسيّة التي شكلت معاً قوة كهرنوويّة. حقبة تشكل النجوم والمجرّات (Era of Stars and Galaxies): هي الحقبة المرتبطة بوصول عُمر الكون إلى ما يقارب 300 إلى 500 مليون سنة، وأدى حدوث اضطراب إلى اختفاء الجزيئات التي ظهرت في هذه الحقبة، ممّا أدى إلى تغير طبيعة كثافتها من نقطة إلى أُخرى، وساهم تأثير الجاذبيّة في تحول المناطق ذات الكثافة المرتفعة إلى مجموعات من الغيوم الكونيّة الغازيّة، وساهمت لاحقاً الالتحامات النوويّة في ظهور النجوم الكونيّة الأولى. عصر تشكل النظام الشمسيّ (Age of the Solar System): هو العصر الذي ظهر فيه النظام الشمسيّ وفقاً لنظرية الانفجار العظيم، وكان عمر الكون في وقتها بين 8,5 – 9 مليارات سنة، وتعدُّ الشمس أحدث النجوم في النظام الشمسيّ، وتشكلت نتيجة لرماد وحطام الأجيال التي سبقتها من النجوم الأخرى.