من بينها ظاهرة القمر العملاق واقتران الكواكب.. إليك ما تشاهده في السماء هذا العام
تقوم الأرض بدورة كاملة حول الشمس كل عام. وفي أثناء هذه الرحلة الفضائية تحدث عدة ظواهر فلكية في سماء ليلنا تجعل هذه الرحلة ممتعة وغير مملة.
إليك أهم هذه الظواهر الفلكية التي يمكن أن تستمتع بمشاهدتها في السماء خلال عام 2023.
كواكب تتألق في سماء ليلنا
يدور كوكبا عطارد والزهرة، في مدارين أقرب إلى الشمس من الأرض مما يجعلهما يختفيان في وهج النجم معظم الوقت. وسيكون لهواة علم الفلك فرص مشاهدتهما خلال ابتعادهما الظاهري عن الشمس، عند وجودهما فيما يسمى أقصى الاستطالة.
وبالنسبة لهذا العام سيكون الزهرة ثالث ألمع الأجرام في السماء بعد الشمس والقمر، فسيصل أقصى استطالته أول يونيو/حزيران المقبل، وفق تقرير نشر على موقع “ستاكر” (Stacker). وسيكون خلال هذه الفترة متألقا بعيد غروب الشمس، وفي أكتوبر/تشرين الأول سيبدو لامعا في اتجاه الشرق قبيل شروق الشمس.
أما عطارد فسيبلغ أقصى الاستطالة عدة مرات خلال العام، وسيظهر نقطة صفراء لامعة عند الفجر أواخر يناير/كانون الثاني الحالي ومايو/أيار وسبتمبر/أيلول المقبلين. أيضا أوائل أبريل/نيسان وأغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول، ويمكن مشاهدته حينها بواسطة المناظير بعيد الغروب.
أما الكواكب الخارجية فإن أفضل فترات رصدها ستكون عند وجودها بالجهة المقابلة للشمس، وتكون الأرض بينهما. ويعني ذلك نظريا وجود هذا الكوكب والأرض والشمس على استقامة واحدة تقريبا.
وسيتخذ زحل هذه الوضعية أواخر أغسطس/آب، ونبتون أواسط سبتمبر/أيلول، والمشتري أوائل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
اقترانات
سيشهد عام 2023 عددا من الاقترانات بين الكواكب، سيظهر خلالها كوكبان قريبان من بعضهما في السماء. أولى هذه الظواهر، يمكنك مشاهدتها في النصف الثاني من هذا الشهر عندما يلتقي (ظاهريا) الزهرة بكوكب زحل بعيد الغروب لتصل المسافة الفاصلة بينهما إلى أقل من نصف درجة أي أقل من قطر القمر.
وسينضم إليهما مساء يوم 23 يناير/كانون الثاني الحالي هلال رقيق ليكوّنوا جميعا مشهدا رائعا، بحسب تقرير نشر على موقع “إيرث سكاي” (Earthsky).
سيكون الزهرة على موعد في الأول مارس/آذار المقبل، مع كوكب المشتري. ويمكنك متابعة هذا اللقاء بين ألمع الكواكب في سماء الربيع بعد وقت قصير من الغروب باتجاه الغرب.
ومنتصف يوليو/تموز المقبل، إذا نظرت إلى السماء باتجاه الغرب بعد غروب الشمس ستجدها مليئة بالمتعة. هناك سيبدو كوكب الزهرة متألقا كعادته بجوار ألمع نجوم كوكبة الأسد نجم المليك (Regulus).
وبعيدا عن الأفق، ستجد المريخ الأحمر ساطعا. وإذا كانت السماء صافية، يمكنك أيضًا اكتشاف عطارد في الشفق، وهو يعانق الأفق بالقرب من مكان غروب الشمس.
وفي هذا المشهد يتحرك الهلال صعودا بين ليلة وأخرى.
كسوف الشمس
ستشهد السنة الجديدة حدوث كسوفين للشمس لن يكونا مرئيين من المنطقة العربية. أولهما سيحدث، بحسب موقع “تابم آند ديت” (Time and date) في الليلة الفاصلة بين 19 و20 أبريل/نيسان القادم، وسيكون من الفئة الهجينة لأنه سيظهر كليا أو حلقيا حسب المكان الذي سيقع رصده منه على الأرض.
وكانت آخر مرة شهدت فيها الأرض هذا النوع من الكسوف في 8 أبريل/نيسان 2005. ويتغير مظهر الكسوف مع تحرك ظل القمر عبر الأرض، لكنه سيكون كليا في الغالب ولن يكون حلقيا إلا عند بدايته وفي نهايته.
يبدأ النطاق المركزي لهذا الكسوف في المحيط الهندي، حيث يكون الخسوف حلقيًا. ويصبح كليا قبل المرور بشمال أستراليا. ثم ينتهي في المحيط الهادي، حيث يعود حلقيًا مرة أخرى. وسيستمر هذا الكسوف الهجين 5 ساعات و24 دقيقة إجمالا، منها 3 ساعات و19 دقيقة لمرحلته الهجينة.
أما الكسوف الثاني لهذا العام فسيقع يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول القادم وسيكون حلقيا. ويحدث هذا النوع من الكسوف، عندما يكون القطر الظاهر للقمر أصغر من قطر الشمس. مما يعني أن المراقب سيرى الشمس كحلقة لامعة تحيط بالقمر، عند أوج هذه الظاهرة.
وسيبدأ هذا الكسوف شمال المحيط الهادي قبل أن يعبر الولايات المتحدة والمكسيك. ثم يمتد على طول أميركا الوسطى، ويستمر في كولومبيا والبرازيل قبل أن ينتهي في المحيط الأطلسي. وسيستمر هذا الكسوف الحلقي 5 ساعات و51 دقيقة، منها 3 ساعات و38 دقيقة لمرحلته الحلقيّة.
خسوف القمر
يحدث خسوف القمر عندما يمر القمر عبر ظل الأرض أو في شبه ظلها. ويقتضي ذلك اصطفاف الشمس والأرض والقمر بهذا الترتيب.
أول خسوف للقمر لعام 2023 سيحدث في 5 مايو/أيار القادم. وهو خسوف شبه ظلي أي أن القمر لن يدخل منطقة الظل، لكنه سيتلقى ضوءا أقل من الشمس. وعادة ما يصعب على المراقب إدراك انخفاض اللمعان الذي يحدث.
وسيكون الخسوف “مرئيًا” من بلدان المشرق العربي وآسيا الوسطى وأوقيانوسيا والمحيط الهندي وشرق أفريقيا لمدة 4 ساعات و17 دقيقة.
أما الخسوف الثاني للقمر فسيكون جزئيا مساء 28 أكتوبر/تشرين الأول القادم أي أن قرص القمر سيدخل جزئيا في ظل الأرض. ويمكن مشاهدته من كامل المنطقة العربية إضافة إلى أوروبا وآسيا وأستراليا وأفريقيا وأميركا الشمالية والكثير من أميركا الجنوبية والمحيطات الهادي والأطلسي والهندي. وسيستمر الخسوف في جميع مراحله حوالي 4 ساعات و25 دقيقة.
القمر العملاق
كما نعلم فإن مدار القمر حول الأرض ليس دائريا صحيحا بل يكون إهليجيا، وعندما يمر التابع الأرضي في مداره بأقرب نقطة له من الأرض وتسمى الحضيض، يكون قرصه أكبر من المعتاد. وإذا صادف أن كان القمر في طور البدر وهو عند نقطة الحضيض أو بالقرب منها تحدث ظاهرة القمر العملاق. وستحدث هذه الظاهرة في 3 يوليو/تموز وأول أغسطس/آب و31 من نفس الشهر وأخيرا في 29 سبتمبر/أيلول.
وبما أن ظاهرة القمر العملاق التي ستحدث في 31 أغسطس/آب القادم هو البدر الثاني بالشهر التقويمي نفسه، فإن هذه الظاهرة تسمى أيضا ظاهرة القمر الأزرق.
تساقط الشهب
مثل كل عام، سيكون هواة علم الفلك على موعد مع عدد من زخات الشهب خلال فترات مختلفة من عام 2023. وستشهد السماء ليلة 22 أبريل/نيسان المقبل زخات كوكبة القيثارة الناتجة عن مذنب تاتشر. ويمكنك مشاهدتها من النصف الشمالي للكرة الأرضية بعد منتصف الليل.
كما سيتمتع نصف الكرة الشمالي بميزة رؤية زخات “إتا الدلويات” (Eta Aquarids) نسبة لنجم إتا في برج الدلو. ومن المعروف أن هذه الشهب يربطها العلماء بمذنب “هابل” الشهير، وهي سريعة وتترك وراءها، نتيجة لذلك، خيوطا ضوئية متوهجة من الحطام يمكن أن تستمر لعدة ثوان.
ومساء 12 أغسطس/آب القادم، ستشهد السماء أكثر زخات الشهب شهرة، وهي زخات البرشاويات (Perseids). ويمكنك رؤية من 50 إلى 100 شهاب لامع وسريع كل الساعة خلال ذروتها منتصف الصيف.
وسيشهد نوفمبر/تشرين الثاني المقبل زختين هامتين للشهب. أولهما زخات برج الثور (Taurids) التي ستبلغ أوجها خلال الليلة الفاصلة بين 4 و5 نوفمبر/تشرين الثاني. وتشتهر هذه الزخات بلمعانها الأبيض وإشراقها أكثر من كوكب الزهرة.
أما الثانية فستكون مساء 17 من الشهر نفسه، وهي زخات الأسديات (Leonides) الناتجة عن غبار خلفه مذنب “تامبل تاتل” (Tempel-Tuttle) الذي يدور حول الشمس مرة كل 33 عاما.